Friday 12 March 2010

خاريلاوس تاليادورس في... لبنان

صدفة وقعت على إعلان مهرجان تراتيل بيزنطيّة سريانيّة في لبنان سيجري هذا الشهر.لولا الإعلان الفاقع لا يعدو الحفل بالنسبة لي كونه حفلاً إنشاديّاً عاديّاً لا يستدعي أن أعبّر عن رأيي فيه. لا أعرف من هي الشركة المنظّمة ولا أعرف إن كانت المغالطات في التعابير والألقاب متعمّدة أو هي عن عدم معرفة.


بداية أودّ أن أشير إلى إعجابي بصوت عبير نعمة منذ سمعتها لأوّل مرّة في إحدى أسطوانات جوقة "جبل لبنان". منذ ابتعادي عن جوقة "جبل لبنان" لم أعد أعرف ماذا يجري على صعيد السَلَطات البيزنطيّة السريانيّة في لبنان ولا أعرف تالياً علاقة الفنّانة نعمة بهذا الموضوع. لكنّي ذهبت إلى الكنيسة التي يرتّل فيها تالياذورس عام 2003 بكلّ حماسة لسماعه. وسمعته ومذ ذاك غادرني الفضول لسماعه إلى غير رجعة.

للأسف إنّ المنطلق "القوميّ" هو الذي فتح العيون في لبنان على الاهتمام بتفاعل الموسيقى البيزنطيّة والموسيقى السريانيّة. فمنذ الخلاف بين الإكليروس اليونانيّ والإكليروس العربيّ في بطريركيّة أنطاكية الذي انتهى عام 1898 بانتخاب ملاتيوس الدوماني بطريركاً على أنطاكية لم تتمكّن كنيسة أنطاكية من إعادة التموضع في الإطار الكنسيّ السليم البعيد عن "القوميّات" والمفاخرات الوطنيّة البغيضة. فهناك من لا يزال يعتقد أنّ هناك هيمنة يونانيّة واستقلال عربيّ يجب المحافظة عليه. وهناك من المطارنة مَن يدّعي أنّ في البطريكيّة الأنطاكيّة جناحَين واحد يونانيّ وآخر عربيّ. لكن هناك مَن تطرّف أكثر في أوهامه وراح يبحث عن هويّة سريانيّة محلّيّة لبطريركيّة أنطاكية للروم الأرثوذكس. هذا الموضوع أجاب عليه المؤرّخ أسد رستم في كتابه تاريخ كنسية مدينة الله أنطاكية العظمى ولن أكرّره هنا. لكنّي أكتفي بالإشارة إلى الفرق بين الروميّ واليونانيّ ونحن كروم أرثوذكس لسنا يونان أرثوذكس كما يُشار إلى كنيستنا باللغة الإنكليزيّة أو الفرنسيّة. وهناك مَن يريد تقسيم البطريركيّة الأنطاكيّة إلى اثنتَين لبنانيّة وسوريّة كما حاول الانتداب الفرنسيّ أن يفعل أيّام الأزمة في الثلاثينات..
الوضع مضحك مبكٍ.

وتأتي هذه الحفلة للترويج لبعض هذه الأفكار ولو عن غير قصد. ففي الليلة الأولى أمسية بيزنطيّة يونانيّة لبنانيّة.. ماذا يعني هذا هل المقصود أنّ الأمسية محصورة بالتراتيل البيزنطيّة وسوف تؤدّيها جوقتان واحدة يونانيّة باللغة اليونانيّة وواحدة لبنانيّة باللغة العربيّة؟ وهل هذا الترتيل المتوازي في الليلة التالية يستحقّ أن يُدعى حواراً على أعلى مستوى بين الموسيقى الكنسيّة السريانيّة والموسيقى الكنسيّة البيزنطيّة؟ أمّا بالنسبة إلى الزيارة التاريخيّة لتالياذورس فماذا عساني أقول؟ أرجو أن يبلَّغ المؤرِّخون بحصولها ليدوّنوا التفاصيل. ما الذي يجعل هذه الزيارة تاريخيّة؟ لقد جاء قبل تالياذورس كثيرون مثله وأهمّ. تالياذورس من المرتّلين المهمّين لكنّ النمط الذي يعتمده في الترتيل تخطّاه كاراس وتلاميذه بأبحاثهم. هذا يعني أنّ قيمة تالياذورس هي بمساهمته في تعليم الموسيقى لطلّاب كثيرين_ بينهم أنطاكيّون. وهو بسبب عطائه التعليميّ كلّ هذه السنين يستحقّ التقدير والاحترام. لكن لا يجوز أن نبالغ ونجعله أفضل مرتّل على الإطلاق وفي كلّ العالم الأرثوذكسيّ. المسألة علم وذوق والعلم كما قلت تخطّى تالياذورس وأسلوبه. تالياذورس يحمل لقب "رئيس المرتّلين الأول في كنيسة المسيح العظمى" الآتي من بيزنطية وفخامتها، لكنّ هذا اللقب لا يتمتّع به لوحده. وهذا اللقب غير ما يقول الإعلان عن كونه المرتّل البيزنطيّ الأوّل في العالم. عدا عن أنّ هناك عشرات المرتّلين في اليونان يحملون اللقب عينه بعضهم أهمّ منه على كلّ صعيد.

هذا كلّه دعاية وإعلان لا أعرف كيف وصلت الكنيسة إلى حدّ أن تفتح له المجال للتغلغل إلى أوساطها وامتطاء التقوى الدينيّة السطحيّة لأبنائها وأخذهم إلى اتّجاهات غريبة. أنتظر تعليقات الصحف اللبنانيّة على الحدث ويمكنني من الآن توقّع المديح والثناء لتالياذورس من ... المختصّين.
1

3 comments:

Peter Saliba said...

Ο Ταλιαδώρος, όπως μ'έχουν πληροφορήσει, ήταν ο δάσκαλος των περισσοτέρων φοιτητών της του Αγ. Ιωάννου του Δαμασκινού σχολής της θεολογίας όταν κατέφυγαν στην ελλάδα για σπουδές στην διάρκεια του εμφυλίου πολέμου στην δεκαετία του 70 - 80. Εξακολούθησε να έχει τον θαυμασμό μερικών αντιοχιανών φοιτητών που σπουδάζουν κυρίως θεολογία στην θεσσαλονίκη. τους έχει σαγινεύσει το ότι τάχα διατηρεί τον ορ8ό τρόπο εκτέλεσης της βυζαντινής μουσικής. Γιά τον Ταλιαδώρο υπάρχει μιά φήμη ανάμεσα στους άραβες ψάλτες της δευτέρας και τρίτης γενιάς στο πατριαρχείο της αντιοχείας ότι εκμαγεύτηκε με μερικά μελωποιήματα του Δημήτριου ελ Μούρρ ιδίως τις Δοξολογίες που έγραψε σε ορισμένα ανατολήτικα μακάμια και το ότι μερικές φορές τα ψάλλει στην εκκλησία.
Συμπεραίνουμε ότι η προσωπικότητά του είναι γνωστή από τούς πλήστους του εκκλησιαστικού κυκλώματος στο Λίβανο και ιδικά στην Βυρητό είναι μιά σκέτη φήμη η οποία εκπέμπει από την άγνοια μερικών γιά τις εξελίξεις που σημβαίνουν στόν χώρο της Βυζαντινής μουσικής.
Άς θυμηθούμε λοιπόν την ιστορικότατη διακονία του Θ. Στανίτσα ως πρωτοψάλτης σε μιά απ΄της εκκλησίες της Βυρητού στις αρχές του περασμένου αιώναι και τις ιστορικές συναυλίες που έδωσε η χοροδία του Βασιλικού στό Βάλαμαντ.

Mike HOURANY said...

Αγαπητέ Πέτρε,

Μα δεν ξέχασες την της Ελληνικής Βυζαντινής Χορωδίας επίσκεψη το 2000;

Peter Saliba said...

ΝΑΙ ΔΥΣΤΥΧΩΣ! ΠΑΝΤΩΣ ΣΑΣ ΕΥΧΑΡΙΣΤΩ ΔΑΣΚΑΛΕ ΜΟΥ ΓΙΑ ΤΗΝ ΥΠΕΝΘΥΜΗΣΗ!