Thursday, 27 August 2009

ضجيج حول الضجيج

هل من ضجيج في البيت الأرثوذكسيّ أو لا؟ سؤال جوابي عليه هو هو جواب الأستاذ غسّان سعود مسبَّب حرب.. طواحين الهواء لا طروادة. مقال الأستاذ غسّان الأوّل يدلّ بلا شكّ على اطلاع لا بأس به على ما يجري في البيت الأرثوذكسيّ لا سيّما وأنّه لا يعيش في هذا البيت وخصوصاً قرب أربابه كالأستاذ جورج ناصيف. أصل الخلاف كان كلمة المطران جورج خضر في تأبين المرحوم والد الوزير طارق متري. لم أقرأ هذه الكلمة ولن أدخل في تأويلها لكنّ أحد المقرّبين من المطران خضر قال لي إنّ تأويل الأستاذ سعود كان مبالَغاً به. هذه المسألة انتهت بتدخّل الأستاذ ناصيف عبر مقاله في جريدة النهار حيث حوّل السجال إلى مسألة الضجيج!

أوافق الأستاذ ناصيف على أنّ المقال المردود عليه يأتي على مجموعة مواضيع متباعدة لا ترتبط ببعضها مباشرة. إلا أنّ المواضيع المثارة سبب تباين في الرأي داخل المجمع، وهذا يعني أنّها تحدث ضجيجاً أستغرب أنّه لم يبلغ أذني الأستاذ ناصيف. لا يعجبني تعاطي الصحافة بشؤون الكنيسة ولا الكنيسة بشؤون الدنيا، لا لشيء سوى أنّي أريد الكنيسة خفِرة مكرّسة لخَتَنها. السياسة والأحزاب تتبدّل أمّا مشاكل الناس وتقديس الناس فهموم ثابتة على الكنيسة أن تتعاطاها في ما هي تسير في معراجها.

الضجيج قائم في كلّ البيوت، وهو ممدوح ومطلوب. لا الإكليروس نائم ولا المؤمنون غافلون، لكلّ من هؤلاء رأيه وهدفه ومسلكه إلى هدفه. وهذا من طبيعة الأمور فكيف نتظلّل بخِنصَرنا؟ جعلني الأستاذ ناصيف أتساءل هل فعلاً هناك هدوء في الكنيسة؟ وهل المطلوب أن يكون هناك هدوء في الكنيسة؟ وهل الضجيج وصمة عار في الكنيسة وحيثما وُجِد؟ أعتقد أنّ التصوّر الذي يطرحه الأستاذ ناصيف للكنيسة هو تصوّر طُهرانيّ لا يتوافق مع طبيعة الكنيسة. فالكنيسة قائمة على اتّحادنا نحن المؤمنين بالكأس لا على اتّحادنا بالرأي، اللهم إلا إذا فُسِّر الرأي بمعنى الإيمان (عند ترجمة وتفسير كلمة "أرثوذكسيّ" بمستقيم الرأي مثلاً حيث الرأي هو العقيدة/المعتَقَد). الطرح الذي قدّمه الأستاذ ناصيف للكنيسة من خلال اعتبار الضجيج فيها عيباً يثير في نفسي تساؤلات أكثر من تلك التي يطرحها مقال الأستاذ سعود الأوّل. فالمواضيع التي يثيرها الأستاذ سعود أعرفها قبل دخولي إلى كلّيّة اللاهوت في البلمند، وزادت أثناء دراستي وما بعدها، ويعالجها أصحاب الشأن. أمّا مقال الأستاذ ناصيف فيصبّ في خانة فَهْم طبيعة الكنيسة وتركيبتها ودور المؤمنين (الإكليروس والعامّة) فيها. وفي هذا لا أوافقه.

فليكن هناك ضجيج وسجالات وغضب أمّا الخطيئة فلينجّنا منها الله.






No comments: