كعادته طالعنا الصحافيّ الجريء غسّان سعود بمقال تحقيقيّ عن هيمنة السلطة الدينيّة على الكنيسة كلّها في البيت الأنطاكيّ الأرثوذكسيّ، نشرته جريدة الأخبار (الجمعة 8 كانون الثاني 2010). كعادته أيضاً أثار الأستاذ غسّان حفيظة الكثيرين ممّن يحبّون طمس الحقائق وإخفاء العيوب الظاهرة بكلّ حال. لم يجرؤ أيّ من هؤلاء المنزعجين من المقال على البوح بذلك باستثناء اللواء عصام أبو جمرة الذي علّل استياءه بحجج لا يقبلها حتّى النائمون في ظلمات القرون الوسطى. بسبب انتمائي لهذه الكنيسة أوّلاً وآخراً أكتب.
بدءاً أشدّد على تفضيل حلّ المشاكل عموماً بعيداً عن الإعلام وخصوصاً المتعلّقة بالكنيسة. وأشتهي كنيسة تسعى إلى معالجة الدنس الذي فيها أصلاً وأبداً_ كونها من ناس_ لا أن تتجاهل المشاكل والمُسائلين. المصيبة أنّ الكنيسة اليوم في يد الإكليروس حصراً وهم لا يُقترَعون كما يدلّ عليهم اسمهم ذو الأصل اليونانيّ (كليروس). والصحيح هو إعادة التكامل بين العامّيّين (أدقّ من العلمانيّين) والإكليروس حتّى تستقيم الأمور. البطريركيّة الأنطاكيّة مرّت بفترة صعبة في السبعينيّات مردّه الخلاف بين حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة والمطارنة الذين لم يرضوا عنها. حتّى يومنا هذا لا يزال الانقسام موجوداً وإن لم يكن بادياً كغيره من المسائل، وهذا الانقسام معبَّر عنه في المجمع ويتلطّى خلفه من لا ينتمي إليه ليعفي نفسه من متاعب إضافيّة وهذا موضوع آخر. المقال المذكور لا يخترع معلومات ويكفي أن يلقي اللواء أبو جمرة نظرة على ما في الأنظمة المنشورة في الجريدة الرسميّة حتّى يرى أنّه مهمَّش في الكنيسة. رغم شواذات هذه الأنظمة الكثيرة ورجعيّتها، فليدلّنا مثلاً على مجلس الأبرشيّة في أيّ مطرانيّة، أتراه يجده كما تقول الأنظمة؟ أزعجه مقال الأستاذ غسّان الذي يقول له: أنت، وكلّ العوامّ، على الهامش؛ ولم يزعجه أنّه على الهامش! إن كان اللواء يريد انتقاد الأستاذ غسّان بسبب مقالات أخرى سياسيّة المضمون فقد كان عليه بكلّ يساطة أن يفعل ذلك وقتها عوض استغلال نقمة الإكليروس على الصحافيّ ليصيب عصفورَين بحجر، مصوِّباً على المقالات السياسيّة ومتدفِّئاً بالعباءات السود. هذا ظنّ قد لا أكون مصيباً فيه.
من جهة أخرى أستغرب أن يصمت الإكليروس عن المقال، فلا ينفون ولو تفصيلاً فيه. هذا يعني أنّ ما يُقال فيه حقيقة، بما أنّ أحداً لم ينفه. الكنسيّون_ عامّة وإكليروس_ لم يفطنوا إلى أنّ المجتمع والإعلام_ بطبيعة الحال_ قد تغيّرا كثيراً عمّا كانوا قد اعتادوا عليه. لبنان ليس بلداً أرثوذكسيّاً والأرثوذكس أصلاً لا يأتمرون بأوامر الإكليروس ما عدا بعض الفتية المتأثّرين بتَقَويّات مرضيّة. وجريدة الأخبار ليست كغيرها من الوسائل الصديقة للكنيسة والتي لا تريد إحراجها. من خلال تصفّحي اليوميّ لجريدة الأخبار رأيت أنّها لا تحابي أحداً ولا حتّى نفسها وأبسط دليل هو مساحة النقد في التعليقات على كلّ مقال، في الصفحة الإلكترونيّة. هذا يعني أن ليس من محرّمات في المجتمع ولا في الصحافة_ الجريئة طبعاً_ ومنها جريدة الأخبار. لقد سمعت منذ أوّل مقال للأستاذ غسّان يخصّ الكنيسة الأرثوذكسيّة بتعليلات لكتاباته تسخّف الأمر إلى حدّ المؤامرة على الكنيسة! هذا عيب! كلّ الدنيا مؤامرات ونحن في الكنيسة لم نُخطئ في شيء. غضّ النظر عن العورات لا يعني أنّها خافية، هذا ما لا يلاحظه الإكليروس بالدرجة الأولى.
كلّ المعترضين على مقالات الأستاذ غسّان المرتبطة بالكنيسة الأرثوذكسيّة وخصوصاً هذا المقال الأخير عليهم أن يطّلعوا على مقالات المطران جورج في بدايات الحركة حين كانت الحركة ثورة (مثلاً مقالات: "كتاب إلى المطران صليبي"، "رسالة إلى أسقف"، "رسالة ثانية إلى أسقف"، منشورة في حديث الأحد الجزء الثاني). وليروا التشديد على التكامل في العلاقة بين العامّة والإكليروس. بعض الجدّيّة في النظر إلى الأمور حدّ أدنى في الكنيسة. وقد حان الوقت أن يقوم المطارنة والعامّة بإعداة النظر بكلّ شيء منذ الانشقاق الثاني لأبيفانيوس مطران عكّار وحتّى اليوم لأنّ التاريخ لم ينسَ هذه المرحلة والملفّ لم يُطوَ بشكل سليم ومن أبرز مخلّفاته هي الدعوى عند مجلس شورى الدولة . وهذه الأنظمة الغريبة إمّا أن تُطبَّق بعلاتها أو فليجتمع المطارنة لتغييرها، عوض لوم الصحافة بالتآمر عليهم.
بالمناسبة أنا أورثوذكسيّ هل يحقّ لي التكلّم على الموضوع؟
بدءاً أشدّد على تفضيل حلّ المشاكل عموماً بعيداً عن الإعلام وخصوصاً المتعلّقة بالكنيسة. وأشتهي كنيسة تسعى إلى معالجة الدنس الذي فيها أصلاً وأبداً_ كونها من ناس_ لا أن تتجاهل المشاكل والمُسائلين. المصيبة أنّ الكنيسة اليوم في يد الإكليروس حصراً وهم لا يُقترَعون كما يدلّ عليهم اسمهم ذو الأصل اليونانيّ (كليروس). والصحيح هو إعادة التكامل بين العامّيّين (أدقّ من العلمانيّين) والإكليروس حتّى تستقيم الأمور. البطريركيّة الأنطاكيّة مرّت بفترة صعبة في السبعينيّات مردّه الخلاف بين حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة والمطارنة الذين لم يرضوا عنها. حتّى يومنا هذا لا يزال الانقسام موجوداً وإن لم يكن بادياً كغيره من المسائل، وهذا الانقسام معبَّر عنه في المجمع ويتلطّى خلفه من لا ينتمي إليه ليعفي نفسه من متاعب إضافيّة وهذا موضوع آخر. المقال المذكور لا يخترع معلومات ويكفي أن يلقي اللواء أبو جمرة نظرة على ما في الأنظمة المنشورة في الجريدة الرسميّة حتّى يرى أنّه مهمَّش في الكنيسة. رغم شواذات هذه الأنظمة الكثيرة ورجعيّتها، فليدلّنا مثلاً على مجلس الأبرشيّة في أيّ مطرانيّة، أتراه يجده كما تقول الأنظمة؟ أزعجه مقال الأستاذ غسّان الذي يقول له: أنت، وكلّ العوامّ، على الهامش؛ ولم يزعجه أنّه على الهامش! إن كان اللواء يريد انتقاد الأستاذ غسّان بسبب مقالات أخرى سياسيّة المضمون فقد كان عليه بكلّ يساطة أن يفعل ذلك وقتها عوض استغلال نقمة الإكليروس على الصحافيّ ليصيب عصفورَين بحجر، مصوِّباً على المقالات السياسيّة ومتدفِّئاً بالعباءات السود. هذا ظنّ قد لا أكون مصيباً فيه.
من جهة أخرى أستغرب أن يصمت الإكليروس عن المقال، فلا ينفون ولو تفصيلاً فيه. هذا يعني أنّ ما يُقال فيه حقيقة، بما أنّ أحداً لم ينفه. الكنسيّون_ عامّة وإكليروس_ لم يفطنوا إلى أنّ المجتمع والإعلام_ بطبيعة الحال_ قد تغيّرا كثيراً عمّا كانوا قد اعتادوا عليه. لبنان ليس بلداً أرثوذكسيّاً والأرثوذكس أصلاً لا يأتمرون بأوامر الإكليروس ما عدا بعض الفتية المتأثّرين بتَقَويّات مرضيّة. وجريدة الأخبار ليست كغيرها من الوسائل الصديقة للكنيسة والتي لا تريد إحراجها. من خلال تصفّحي اليوميّ لجريدة الأخبار رأيت أنّها لا تحابي أحداً ولا حتّى نفسها وأبسط دليل هو مساحة النقد في التعليقات على كلّ مقال، في الصفحة الإلكترونيّة. هذا يعني أن ليس من محرّمات في المجتمع ولا في الصحافة_ الجريئة طبعاً_ ومنها جريدة الأخبار. لقد سمعت منذ أوّل مقال للأستاذ غسّان يخصّ الكنيسة الأرثوذكسيّة بتعليلات لكتاباته تسخّف الأمر إلى حدّ المؤامرة على الكنيسة! هذا عيب! كلّ الدنيا مؤامرات ونحن في الكنيسة لم نُخطئ في شيء. غضّ النظر عن العورات لا يعني أنّها خافية، هذا ما لا يلاحظه الإكليروس بالدرجة الأولى.
كلّ المعترضين على مقالات الأستاذ غسّان المرتبطة بالكنيسة الأرثوذكسيّة وخصوصاً هذا المقال الأخير عليهم أن يطّلعوا على مقالات المطران جورج في بدايات الحركة حين كانت الحركة ثورة (مثلاً مقالات: "كتاب إلى المطران صليبي"، "رسالة إلى أسقف"، "رسالة ثانية إلى أسقف"، منشورة في حديث الأحد الجزء الثاني). وليروا التشديد على التكامل في العلاقة بين العامّة والإكليروس. بعض الجدّيّة في النظر إلى الأمور حدّ أدنى في الكنيسة. وقد حان الوقت أن يقوم المطارنة والعامّة بإعداة النظر بكلّ شيء منذ الانشقاق الثاني لأبيفانيوس مطران عكّار وحتّى اليوم لأنّ التاريخ لم ينسَ هذه المرحلة والملفّ لم يُطوَ بشكل سليم ومن أبرز مخلّفاته هي الدعوى عند مجلس شورى الدولة . وهذه الأنظمة الغريبة إمّا أن تُطبَّق بعلاتها أو فليجتمع المطارنة لتغييرها، عوض لوم الصحافة بالتآمر عليهم.
بالمناسبة أنا أورثوذكسيّ هل يحقّ لي التكلّم على الموضوع؟